يعد التصميم الجرافيكي أحد أهم عناصر الدعاية والإعلان في العالم المعاصر. فمن المعروف أن المؤثرات البصرية أكثر قوة وفاعلية في عقل الإنسان من المؤثرات السمعية والحسية الاخرى لذلك وجد أصحاب الحملات التسويقية والدعائية في تصميم الجرافيك افضل وسيلة لإنتاج صور مرئية مؤثرة بطريقة ابداعية في نفس الجمهور المستهدف.هذا و يعتمد ويعد التوازن في التصميم الجرافيكي أحد أهم القواعد الاساسي في اي تصميم ليحقق الهدف الرئيسي منه وهو جذب الجمهور المستهدف بطريقة جميلة بسيطة ومؤثرة.
التوازن في التصميم الجرافيكي
للحصول على تصميم جرافيك احترافي لابد أن تكون كافة القواعد الاساسية للتصميم مكتملة ومتوفرة ضمنه وأهم هذه القواعد التوازن في التصميم الجرافيكي. والذي يعد عاملا أساسيا لمنح المشاهد الراحة والانسجام مع الصورة او الفيديو الذي يتم عرضه وبالتالي تحقيق الهدف المرجو منها. حيث يعمل المصمم لتوزيع العناصر التي يتضمنها التصميم بطريقة تمنح الصورة توازن مرئي يجعل الصورة أقرب الى الشكل الطبيعي ويساهم في جذب الجمهور للإعلان وبالتالي زيادة المبيعات وانتشار العلامة التجارية على نطاق اوسع واكبر. ويتوجب على المصمم فهم الفرق بين الوزن البصري ( أي الوزن المرئي للعناصر في التصميم) والاتجاه البصري ( أي توجيه نظر المشاهد إلى نقطة محددة ضمن التصميم ثم النظر الى نقاط اخرى ).
أنواع التوازن في التصميم الجرافيكي
هناك ثلاث أنواع رئيسية للتوازن في التصميم الجرافيكي يجب على اي مصمم أن يفهما ويتعرف عليها جيدا للوصول الى الاحترافية في التصميم:
- التوازن الأساسي: حيث يتم توزيع عناصر التصميم بشكل متساوي على جانبي المحور الرئيسي للتكوين. هذا ويعد التوازن الأساسي اهم و ابسط واسهل انواع التوازن ويتم استخدامها عادة في الهندسة المعمارية فهو يعتمد على خاصية الانعكاس فكل طرف من التصميم يمثل انعكاسا للطرف الآخر بالنسبة للمحور الأساسي المار في منتصف التصميم.
- التوازن الديناميكي: وهو أحد أصعب أنواع التوازن حيث يتوجب على المصمم توزيع العناصر بشكل متساوي في التكوين ولكن دون أن يوجد تنسيق محدد له وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على المصمم.ولتحقيق نوع من الاستقرار في التصميم لابد من تخطيط دقيق لتظهر الصورة بشكل جميل وجذاب وانيق ومرتب.
- التوازن الإشعاعي وهو التوازن الذي يعتمد على فكرة توزيع العناصر بشكل اشعاعي ينطلق من مركز دائرة. حيث يعمل المصمم على توزيع عناصر التصميم بالتساوي وفق هذه الاشعة مما يجعل تركيز المتابع على بؤرة قوية هي مركز الدائرة ثم ينطلق بنظره تباعا نحو العناصر المحيطة بها.
قواعد التوازن في التصميم الجرافيكي
هناك عدة قواعد اساسية يجب الانتباه جيدا لتحقيق التوازن في التصميم الجرافيكي ومن أهمها:
- توازن الألوان: فهم نظرية الألوان وانعكاساتها على النفس البشرية يساهم بشكل كبير في عملية توازن التصميم الجرافيكي باستخدام مجموعة من الألوان الزاهية في مساحة صغيرة ضمن مساحة أكبر ذات لون غامق لتحقيق نوع من التوازن الذي يرغب به المصمم.
- توازن الشكل: عندما يتم الجمع بين مجموعة من الأشكال المتضادة ضمن حيز معين سواء اكان مساحة مسطحة أو ثلاثية الابعاد فإن التوازن سوف يتحقق بشكل واضح من خلال توزيع هذه العناصر او المنتجات على المساحة بتحريكها اعلى واسفل واستغلال حيز الفراغ بينها.
- توازن في المركز: ويتم تحقيق هذا النوع من التوازن من خلال وضع العناصر بشكل صحيح تماما ضمن التصميم اي توزيع المنتجات والعناصر بحيث تتساوى الحجوم حول المركز مثل وضع مجموعة عناصر باحجام صغيرة على جانب بينما يقابلها عنصر أكبر على الجانب الآخر.
- الملمس: يعد استخدام الزخارف احد اكثر الاساليب المتبعة لتحقيق التوازن ضمن التصاميم من ناحية الملمس اضافة الى استخدام الألوان الصلبة لتغطية المساحة الكبيرة مما يعطي الإحساس باللمس الناعم.وخاصة إذا قام المصمم بإضافة مساحات او أجزاء صغيرة من الانسجة المختلفة التي تجذب المتابع وتثير اهتمامه.
- توازن اتجاه العين: عملية توجيه النظر الى نقطة محددة عبر استخدام الأشكال والرموز المختلفة خاصة الاشكال المدببة يعد أحد أهم قواعد تحقيق التوازن ضمن التصميم.
- توازن الخطوط: حيث يلاحظ أن الخطوط العريضة والغامقة اكثر ثقلا ووزنا من الخطوط الرفيعة لذلك يجب أن يتم اختيار طريقة لمزج هذه الخطوط وتحقيق التوازن المثالي.
- الحجم: يرتبط الحجم بالوزن المرئي للتصميم لذلك فان استخدام عناصر باحجام كبيرة يجعل وزن التصميم اكبر.
التوازن والتناظر في التصميم الجرافيكي
يعد التناظر أحد العناصر الرئيسية في التصميم الجرافيكي حيث يجد بعض المصممين أن استخدام أحد أنواع التناظر في تصميم الصور يمنحها الكثير من التوازن والجمالية ويجذب المشاهدين لهذه التصاميم.ويقسم التناظر الى عدة انواع اهمها:
- التناظر الانعكاسي مثل قطع أحد أنواع الفواكه او الاشكال الهندسية الى قسمين متساويين و متناظرين ووضعها ضمن التصميم بشكل افقي او رأسي أو شكل قطري.
- التناظر الانتقالي: حيث يمكن تكرار نفس الشكل مرة او أكثر ضمن التصميم.
- التناظر الدوراني: أو ما يدعى بالتناظر الشعاعي حيث تتمحور العناصر حول نقطة واحدة مركزية .
- تناظر انعكاسي انسيابي: وهو يجمع بن التناظر الانعكاسي والتناظر الدوراني وهو يمنح الناظر شعورا بالتقدم والحركة والتطور.
التوازن المتماثل والغير متماثل في التصميم
التوازن المتماثل والغير متماثل هما أحد أنواع التوازن المستخدمة في التصميم:
- التوازن المتماثل: وهو الحصول على صورة مقلوبة وذلك من خلال إيجاد خط وهمي في منتصف الصورة وتوزيع العناصر على طرفي الخط وقد تكون العناصر نفسها فتكون بشكل متناظر أو عناصر قريبة لها ولكنها تماثلها بالوزن لنحصل على توازن مثالي للتصميم ومن اهم مميزات هذا التناظر هو البساطة و جذب وانسجام المتابع مع التصميم.
- التوازن غير المتماثل: وهذا النوع يفتقد لوجود التناظر ضمن التصميم بل يعتمد على الوزن البصري للعناصر ضمن التصميم وفقا لعدة معايير من أهمها اللون والحجم والتباين, ويستخدم عادة عندما يتوجب على المصمم موازنة مجموعة من العناصر الصغيرة الحجم مع عنصر اكبر حجما على الطرف الثاني من الخط المركزي. اضافة الى استخدامه في تصميم واجهة مستخدم او لتصميم مواقع الويب. ويفضل العديد من المستخدمين المحترفين التوازن غير المتماثل لأنه يمنحه حرية أكبر فهو يمكنه من استخدام حسه الإبداعي وإطلاق العنان لخياله واستخدام اشكال وانماط مختلفة ليحصل على تصميم احترافي مميز لذلك يجب أن يكون المصمم ذو موهبة خلاقة مبدعة قادر على تكوين افكار وتصاميم جديدة مميزة بطريقة عصرية مبتكرة.
القدرة على تصميم صورة ما بشكل مميز وابداعي تجذب المشاهد وتحقق الغرض الدعائي منها لا يتوقف على الموهبة فقط بل يحتاج الى تعلم القواعد والأسس الخاصة بالتصميم ومنها كيفية تحقيق التوازن في التصميم الجرافيكي والذي يحتاج الى دمج المعرفة العلمية مع الموهبة اضافة الى التجريب للحصول على الخبرة المطلوبة لإنشاء وخلق تصاميم رائعة جذابة. ولابد للمصمم من معرفة وفهم كيفية الموازنة بين العناصر من جميع النواحي للوصول الى هدفه ومنح لمشاهد الانسجام والراحة والاستقرار عند مشاهدة الصورة او الفيديو.